الجمعة، 13 نوفمبر 2015

المحاضرة الثانية في علم العروض للأستاذ : عبد الله قصراوي

- عبد الله قصراوي -
---⏩ الدّرُّ المَعْروض في عِلْم العَروض ⏪---
- الرسالة الثانيـــــة -
يرمز للحرف المتحرك بــ ( / ) ، وللحرف الساكن بـ ( 0 ) ومثاله : فعولن ، الفاء متحركة إذا نرمز لها بـ ( / ) ، العين متحركة فنرمز لها بـ ( / ) ، الواو ساكنة فنرمز لها بـ ( 0 ) ، اللام متحركة فنرمز لها بـ ( / ) ، النون ساكنة فنرمز لها بـ ( 0 ) ، وعلى هذا يكون رمز التفعيلات السابقة :
فعولن ----------> جراح ، 0/0//
فاعلن -----------> عادلٌ ، 0//0/
مفاعيلن --------> عبابيدٌ ، 0/0/0//
مفاعلتن -------> مزاولةٌ ، 0///0//
فاعلاتن -------> ماجداتٌ ، 0//0/0/
مستفعلن -----> مستقبلٌ ، 0//0/0/
مفعولات ---> مسروقات ، /0/0/0/
متفاعلن -------> متراوحٌ ، 0//0///
وهذه صورة التقطيعات التي يجري عليها قطاع كبير من العروضيين على وجه اﻹجمال ، ولكن هذه التقطيعات غاية في التعقيد ، وضبطها حتى من مصدرها صعب للغاية حتى على المشتغلين بالعروض ، فضلا عن حفظها ، كما أن تطبيقها يصعب على المتمرسين ، فما بالك بالمبتدئين منهم والذين قد يستحيل عليهم اﻹلمام بها .
أما نحن فإننا نستعمل التقطيعات التالية بدلا منها وهي اﻷجدى واﻷسهل كثيرا ، وهذه صورة التقطيعات على طريقتنا .
فَعُولُن - جِراحٌ ، وتقطيعها :
ج ِر احٌ ( ب - - ) .
فاعِلن - عادِلٌ ، وتقطيعها :
عا دِ لٌ ( - ب - ) .
مَفاعيلن - عَبابيدٌ ، وتقطيعها :
ع َبا بي دٌ ( ب - - - ) .
مُفاعَلَتن - مُزاوَلَةٌ ، وتقطيعها :
مُ زا وَ ل تٌَ ( ب - ب ب - ) .
فاعِلاتن - ماجِداتٌ ، وتقطيعها :
ما جِ دا تٌ ( - ب - - ) .
مستفعِلن - مستقبَلٌ ، وتقطيعها :
مس تق بَ لٌ ( - - ب - ) .
مفعولاتُ - مسروقاتُ ، وتقطيعها :
مس رو قا تُ ( - - - - ) .
مُتَفاعِلن - مُتَراوِحٌ ، وتقطيعها :
مُ ت َرا و ِحٌ ( ب ب - ب - ) .
وهذا مختصر لما ورد وفيه تمثيل لكل تفعيلات وتقطيعات علم العروض :
فَعُولُن ( ب - - ) ، فاعِلن ( - ب - ) ، فاعِلاتن ( - ب - - ) ، مَفاعيلن ( ب - - - ) ، مُفاعَلَتن ( ب - ب ب - ) ، مستفعِلن ( - - ب - ) ، مفعولاتُ ( - - - - ) ، مُتَفاعِلن ( ب ب - ب - ) .
وبالمقارنة مع سابقتها اﻷخرى ، نجد أنه لا يمكن اﻹلمام بها ، وها هي كي نقارن بين اﻷسلوبين .
فَعُولُن ( 0/0// ) ، فاعِلن ( 0//0/ ) ، فاعِلاتن ( 0//0/0/ ) ، مَفاعيلن ( 0/0/0// ) ، مُفاعَلَتن ( 0///0// ) ، مستفعِلن ( 0//0/0/ ) ، مفعولاتُ ( /0/0/0/ ) ، مُتَفاعِلن ( 0//0/// ) .
وهذا هو في الواقع الذي جعل عروض الشعر العربي يستعجم على الكثير ، وسوف أستعرض هنا أجزاء ما سجلته من محاضراتي في علم العروض لتعليم التقطيع العروضي للمبتدئين .
عند لفظ أي كلمة يجب أن نلفظها باللغة العربية الفصحى وأن لا نقف على آخر الكلمة بل يجب نشكيلها ، والعرب ﻻيقفون في كلامهم على ساكن ، مثلا : مدرسة ، نقرأها ، مدرَسَةٌ ، ونقطعها تقطيعا يوافق اللفظ : مد ر َسَ تنٌ .
والقاعدة الذهبية تقول : أن التقطيع يوافق اللفظ دائما ، لاحظوا المقاطع التالية :
( مد ) : وهو حرفان وهو طويل
( رَ ) : حرف متحرك وهو قصير .
( سَ ) : حرف متحرك وهو قصير .
( َةٌ ) : وتلفظ تن وهو طويل .
إذن : تقطيع الكلمة يكون كالتالي :
مدرَسَةٌ : مد رَ سَ َةٌ : - ب ب -
ووزن مدرَسَةٌ عروضيا : / مَفْ عَ لَ تُنْ / - ب ب - /
مد / مقطع صوتي مكون من حرفين فهو طويل ونرمز له بالشرطة دي ( - )
رَ / قصير ، حرف متحرك واحد ونرمز له ( ب )
سَ / ومثلها السين ( ب )
تن / حرفان وهو طويل ومثلها : مد .
تذكروا القاعدة المهمة : " حرف متحرك يليه حرف متحرك ( قصير ) ، الحرفان قصيران ، ويرمز لكل واحد منهما بحرف الباء المنفصلة غير المنقوطة ( ب ) مثل : رَ سَ وغيرها ، وحرف متحرك يليه حرف ساكن ( طويل ) ؛ ويرمز له ( - ) ، مثل : مد َةٌ وغيرها ، أما إذا وردت كلمة مدرَسَةٌ في سياق جملة ، فيصبح للتاء حكم آخر ، مثل : مَدْرَسَةُُ البَلَدِ .
وتقطيعها : مَد ْر َسَ تُلْ بَ لَ دِ
وترميزها : - ب ب - ب ب ب
وهناك قاعدة ذهبية هي اﻷساس تقول : كل حرف متحرك يليه حرف متحرك ، يُنظرُ إليه على أنه ( قصير ) ، ويُرمز له بحرف الباء المنفصلة غير المنقوطة ( ب ) ، مثل : رَ سَ ... إلخ ، وكل حرف متحرك يليه حرف ساكن ، يُنظرُ إليه على أنه ( طويل ) ؛ ويرمز له ( - ) ، مثل : مد تن ... إلخ ، ومثلها وال ، من كلمة والقمر ، والش ، من كلمة والشمس ، فلفظ الثلاثة حروف يعتبر مقطعا طويلا ( - ) ، بمعنى أن لفظ حرفين أو أكثر يعتبر مقطعا طويلا ( - ) ، وتقطيع اللام القمرية والشمسية طويل على الحالتين ، مثال :
القَمَرُ : ال قَ م َرُ
- ب ب ب
الشّمْسُ : أش شم س
- - ب
مِنَ القَمَرِ : مِ نل ق َمَ رِ
ُمِنَ الشّمْس : ُم ِنَش شم ْس
وتقطيعها : ب - - ب
والقمر : و ال ق َمَ رُ ، وتقطيعها : - ب ب ب
والشمس : وش شم س ، وتقطيعها : - - ب
والشمس وضحاها .
وش شم س و ض حا ها ، وتقطيعها :
- - ب ب ب - -
والقمر اذا تلاها ، وتقطيعها :
ول ق م ر إ ذا ت لا ها
- ب ب ب ب - ب - - وهكذا ....
قطع : هي الْجَمِيْلة التِيْ .
هِ
يَال
جَ
َمي
لَ
ةُ ال
هِ يَلْ جَ مِيْ ل َتِلْ لَ تِيْ
هِيَ الْجَمِيْلة َالتِيْ
ب - ب - ب - ب -
وانطلاقا من القاعدة إياها نجري على تقطيع العروض حسب اﻷصول وأعود فأذكر بالقاعدة ، وهي أن كل حرف متحرك ( عليه فتحة أو كسرة او ضمة ) ويلفظ وحده ، يعتبر حرفا قصيرا ، ويرمز له بحرف ( ب ) ولكن دون نقطة وبدون أقواس . مثل : تَ يَ جُ رِ سَ مَ عُ صِ صَ طَ ، وهكذا ، وكل لفظ حرفين أو ثلاثة معا ، يعتبر مقطعا طويلا ويرمز له بهذه اﻹشارة ( - ) بدون أقواس ، مثل : التنوين وال التعريف وحروف العلة المتصلة ، لو لي لا ، مثل :
لَوْلا الْحَياءُ لَهاْجَنِي اسْتِعبارُ
لَوْ لا الْ حَ يا ءُ لَ هاْ ج َنِي اسْ تِع با رُ
لَوْ للْ حَ يا / ءُ لَ هاْ ج َنِسْ / تِع با رو /
- - ب - / ب ب - ب - / - - - /
لاحظ كيف حركنا الحرف اﻷخير ( رُ ) بالمد ( رو ) ليصبح ذا مقطع طويل ، وهي قاعدة ، ومفادها أنه يجب تحريك الحرف اﻷخير من صدر البيت إذا كان ضميرا من ضمائر الرفع او النصب المتصلة بالكلمة ، وهذه قاعدة ، وسيرد معنا أمثلة على ذلك ، وعجز البيت على الصورة التي ذكرناها ، غير أنه يجب أن نعلم أن لكل قاعدة شواذ ، والشاذ لا يقاس عليه ولسنا بصدده ﻷنه نادرا ما يرد .
وتتكون مقاطع التفعيلات العروضي من : سبب خفيف ، سبب ثقيل ، وتد مجموع ، وتد مفروق ، فاصلة صغرى ، فاصلة كبرى .
أولا - السبب الخفيف : ويتألف من حرفين متحرك وساكن مثل : لا ، لو ، لي ، جد ، وأمثالها ، ويرمز لها بالشرطة ( - ) وهي طويل وعليها قس .
ثانيا - السبب الثقيل ويتألف من حرفين متل : لَكَ ، مَعَ ، لِمَ ، وعليها قس ، وتقطع كلا على حدة مثل : ل َكَ ، م َعَ ، لِ مَ ، وكلها قصير ويرمز لها بالباء غير المنقوطة وتقطيعها حميعا على هذه الصورة : ( ب ) وعليها قس .
ثالثا : - الوتد المجموع ؛ ويتألف من ثلاثة حروف ، متحركين وساكن ، مثل : صبا خلا متى ، ومثلها ، وتقطيعها كلها بهذه الصورة : ( ب - ) وعليها قس .
رابعا : - الوتد المفروق ، ويتألف من ثلاثة حروف ، حرفين متحركين بينهما حرف ساكن ، مثل : رَوْضُ ، خُلْدُ ، دَعْدُ ، وتقطيعها جميعا بهذه الصورة : ( - ب ) وعليها قس .
خامسا : - يتألف من الفاصلة الصغرى من سبب ثقيل وسبب خفيف .
سبب ثقيل : سَمَعٌ ، سبب خفيف : فَرِحُوا ، الفاصلة الصغرى : رَحَلوا ، وتقطيعها جميعا ( ب ب - ) وعليها قس .
سادسا : تتألف الفاصلة الكبرى من سبب ثقيل ووتد مجموع .
سبب ثقيل مثل : ثَمَرَةٌ ، وتد مجموع مثل : ذهَبَتَا ، فاصلة كبرى مثل : كتَبتَا ، وتقطيعها جميعا بهذه الصورة : ( ب ب ب - ) وعليها قس .
وقد جمعت هكذه المقاطع العروضية في العبارة الآتية : قلت : ( بَل ْ) ( قِ ) ، قالوا : ( عَلى ) ( ظَهْرِ ) ( جَمَلٍ ) ( سمَكَةً ) .
وتقطيعها : ( - ) ( ب ) ( ب - ) ( - ب ) ( ب ب - ) ( ب ب ب - ) .
وأزيد عليه : ( سا حَلَ َ) ( - ب ب ) وأسميها مجموع وتد وهي عكس جَمَلٍ ، أي عكس وتد مجموع ، و ( سائِلُهُ ) ( - ب ب ب ) وأسميها عكس الغاصلة الكبرى . فتكون العبارة كما يلي : بَل قِ عَلى ظَهْرِ جَمَلٍ ساحَلَ سَمَكَةً ساحِلُهُ .
وهذا كله أجتهاد منا نرجو من الله العلي القدير أن يرشدنا السداد ويلهمنا الصواب .
كما أود أن أضيف أن مقاطع التفعيلات العروضي - الذي ذكرناه مبسطا بطريقتنا العروضية كي لا يصعب فهمه لو بقي على ما هو عليه من التقطيعات بالطريقة المعقدة السابقة - يعتبر من قبيل الترف الفكري والذي لا يهم الشعراء كثيرا ولا القراء كذلك ، بل يشتغل به المتخصصون والنقاد على وجه خاص .
--------------- انتهت الحلقة الثانية ----------------


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق