الشاعر/ ماهر الخولي يكتب:- واخمر شهدك

واخمر شهدك إن تذوب في دمي
وسكرت من رشف المدام على الفم
وتعبت من سفر الحنين بأضلعي
والشوق يحرقني كنار جهنم
يا من ملكت من الجمال بديعه
لا تخجلي مني ولا تتلعثمي
عبء ثيابك فاخلعيها والبسي
جسدي كثوب من لهيب الأنجم
وتمردي ما شئت أن تتمردي
وتحكمي ما شئت ان تتحكمي
واستذكري ما شئت من كتب الهوى
فاليوم نهدك صاحبي ومعلمي
وتغلغلي نبض الوريد كخنجر
وتبعثري في داخلي مثل الدم
وذري شهي الطلع إن رحيقه
مسك تقطر في عبير المبسم
كوني كزهرة جلنار تستريح
على بقايا عمري المتهدم
أوما علمت بأن حبك سيدي
ولغير ثغرك لن أبوح بملثم
وتدللي فالشعر قبلك لم يكن
إلا سرابا فوق جرف مظلم
والحب كان خرافة نهذي بها
في سكرنا كمخدر ومنوم
حتى خطرت ومر طيفك في الرؤى
مر السحاب على قفير معدم
وسقيت من ريا شفاهك أضلعي
صهباء أشهى من رحيق الميسم
من للحرير إذا طغى ليل الهوى
وشكا إليك تورطي وتهجمي
من للمرايا يستبيح جنونها
شوقا لصورة وجهك المستعصم
قالت أحبك قلت فاستبقي الدماء
إلى فؤادي واقحميه وحطمي
فالبحر لولا العاصفات به خبا
والورد لولا العطر لم يتألم
والجلنار تقطعت أوداجه
في حلمتيك فصار مثل البرعم
وتفتحت كل الزنابق فوق
ثغرك قبلة خبأتها في بلسمي
ومعطر بالوجد ثغر حبيبتي
كشقائق النعمان حول المعصم
وشهية العنقود أينع حبه
وجمالها يا لوحة لم ترسم
والنحر شوق واحتراق جائع
ولذيذ كأس ضم خمر الموسم
وعيونها لو تبصرون عيونها
فضل من الخلاق والمتنعم
تسمو إلى السفح العلي كظبية
وتطير كالعصفور بعد ترنم
لما أناخت في الديا ر ظواعن
قلنا الحبيب وما الفؤاد بموهم
وسرت إليه من الضلوع نوازع
تبكي عليه بعبرة المتندم
أواه من لقيى العيون وكلمها
إن كان طرفك يا حبيب مكلمي
..................