الاثنين، 23 نوفمبر 2015

ترنيمة الماء بقلم الشاعر : أحمد عبد الوهاب

دمعُ السماءِ ونزفُ الأرضِ في قَلَمِي
وصفحةُ العينِ بيضاءٌ من الألَمِ
كتبتُ بالماءِ فـوقَ الماءِ أُغْنِيَتِـي
فأغرقَ الموجُ مَـْن فَـرُّوا إلى القِمَـمِ
لا عاصمَ اليومَ من تَرْنِيْمَةٍ لَطَمَـتْ
وجهَ المسافةِ بينَ الصَّمْتِ والكَلِمِ
فَالأُفْقُ لَيْلٌ طَوِيْلٌ لا انْتِهَاءَ لَهُ
وَالصُّبْحُ فِي نَوْمِهِ الجَبْرِيِّ لَمْ يَقُمِ
وَلَيْسَ مِنْ نَجْمَةٍ إِلاَّ وَجَرْجَرَهَا
- مِنْ شَعْرِهَا -
وَطَوَاهَا الغَيْمُ فِي الظُّلَمِ
يَا أيُّهَا العَالَمُ القَبْرُ الـذِي وُئِدَتْ
بناتُ أحلامِ عُمْري فيكَ مِنْ سَقَـمِ
بَدَّدْتَ أَيَّامِيَ الخَضْرَاءَ وانْتَهَكَتْ
ضِبَاعُكَ السُّوْدُ قَلْبَ العُمْرِ فِي نَهَمِ
لَمْ تُبْقِ لِي فِي بِلادِ الرُّوْحِ مُلْتَجَأً
إِلا وَنَكَّسْتَ فِي أَطْلالِهِ عَلَمِي
أَنَا الغَرِيْبُ الَّذِيْ مَازِلْتُ فِي وَطَنِي
تَمُوْتُ لاءَاتِيَ الخَرْسَاءُ فِي نَعَمِي
مَقْهُوْرَةٌ صَرْخَتِي مَقْطٌوْعَةٌ سُبُلِي
مَذْعُوْرَةٌ خُطْوَتِي مَشْلُوْلَةٌ قَدَمِي
يَحْدُوْنِيَ المَوْتُ لا أَدْرِي لأَيِّ مَدَى
فَالدَّرْبُ جُرْحٌ قَدِيْمٌ وَالحَيَاةُ دَمِي
غِنَاءُ قَلْبِي أنَيْنُ الرُّوْحِ
عِشْتُ بِهِ ..
فِيْ قَبْضَةِ الحُزْنِ لَحْنَاً مُنْهَكَ النَّغَمِ
تَعِبْتُ مِنْ وَجَعٍ فِي أَضْلُعِي يَقِظٍ
مُنْذُ الولادَةِ حَتَّى الآنَ لَمْ يَنَمِ
وَكُلَّمَا رَفَّ بِيْ نَحْوَ السَّمَا أَمَلٌ
وَقَارَبَ الشَّمْسَ ..
بِالحَظِّ التَّعِيْسِ رُمِيْ
تَكَسَّرَتْ مِنْ عُتُوِّ الرِّيْحِ أَجْنِحَتِي
وَأَقْعَدَتْنِي طَرِيْحَ اليَأْسِ عَنْ رَغَمِ
المَاءُ يَعْلُوْ وَمَا امْتَدَّتْ إِلَيَّ يَدٌ
تَشُدُّنِي مِنْ مُعَانَاتِي وَمِنْ أَلَمِي
الآنَ أَغْرَقُ وَحْدِيْ
قَابِضَاً بِيَدِي ..
اليُسْرَى عَلَى المَاءِ
وَاليُمْنَى عَلَى قَلَمِي
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق