يا مصر جئتك والدموع لجام
ومنعت وصلك والجميع أقاموا
فإذا وردت إلى معينك عاشقا
فالهجر بين العاشقين حرام
كل الدروب إلى عيونك سهلة
إلا طريقي سدها الإحجام
ماذا سأكتب يا حبيبة أضلعي
علت حروفي فالحروف سقام
ناحت على نوح اليراع قصائدي
وتمزقت في خافقي الأحلام
هجع الأنام ومن نداك تطهروا
وبقيت وحدي في هواك أضام
كل القلوب بمن تحب سعيدة
وصريع حبك حار كيف ينام
ردي إلي الروح يا محبوبتي
فرهين كفك قيدها وزمام
لا تتركيني عند بابك واقفا
وعلى شفاهي قبلة وسلام
يا مصر ما كذب الفؤاد وما غوى
وقطوف شعري كلها آلام
إن عربد السكين خلف جراحنا
فجوى الحبيب على الحبيب لزام
ناديت باسمك واستخرت مشاعري
حتى تقطع في اللسان كلام
وأطل وجهك مثل آلهة الضحى
فوق البرية وانجلى الإظلام
وتمايلت كل السنابل في دمي
وغفا على كتف الكتاب حمام
وتطايرت أوراقه مثل الهدى
فأمام حسنك يسجد الإلهام
إن كنت عاشقة فلا تترددي
فأنا لكل العاشقين إمام
وأنا بكاء الورد إن عصف النوى
وأنا كخمر المترعين هيام
حبري مداد المسك بين أصابعي
وعلى يدي تترنح الأقلام
يا مصر عند النيل ثمة شاعر
بنيت على أوراقه الأهرام
رقت لسيدة الغناء دموعه
فانهال في كبد السماء غمام
بيني وبينك قصة وحكاية
سمعت بها الأفلاك والأجرام
يشتاقها الطفل الصغير إذا غفا
فلكل طفل إن رآك منام
أنت احتراق الوجد في ألق الرؤى
والعطر إن سكرت به الأنسام
وبقية من عزتي وعروبتي
وكأن لي في مقلتيك شآم
كيف السبيل ولا سماء تظلنا
طال الغياب وعز فيك مرام
حتى نزفت من الوريد قوافيا
ونجيعها فوق السطور ضرام
لا تحزني إن لطختك يد الخنا
وتطاولت من حولك الأقزام
وتساقطت كسف الدخان مصائبا
وأظلنا فوق الظلام ركام
فعلى ضفاف العمر يسبح زورق
نحو الضحى وشراعه الأيام
يا مصر صمتي في حماك صبابة
ونسيب روحي في رضاك غرام
................
الجمعة، 20 نوفمبر 2015
الشاعر / ماهر الخولي يكتب :- يا مصر


الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)