#بعيدة_الركن(1)
ومن عاداتي اليومية أن أحتسي قهوة الصباح في نفس المكان والزمان ناظرا هناك لتلك الجميلة التي تقلدني أو أقلدها..
التقليد صفة مشتركة بيننا..
تمسك الفنجان وتتوتر أناملها وتكز بأسنانها الرقيقة على شفتها السفلى وأنا مثلها..
وتنظر بعمق لسطح السائل لعلها ترى مقلدها وأنا مثلها..
ثم ترفعه بتألق وهدوء إلى شفتيها وكلما حدث تطابق زمني بين الفنجانين والشفاه أشعر بها وكأنها تجالسني..
وبواقع مرئي يخفي الفنجان شفتيها فأذهب بعيني سريعا ﻷعلى لتلتقى أعيننا بنظرة لحظية أتمناها طوال العمر..
قد نشعر بالحرج ويتبع النظرة إبتسامة تضيع نكهة القهوة لأتذوق بها طعم الحب ولكن..
عندما يعود الفنجان إلى مكانه نعبث قليلا يمينا ويسارا في إنتظار مغامرة أخرى برشفة أخرى..
تبتسم للجميع في سكون ولكنها تقصدني..
تمتم بهمسات ملائكية بهاتفها وكأنها تهاتفني..
أراقبها وتراقبني..
أسمعها وتسمعني..
لكن لا جديد..
بعيدة الركن قريبة العطر أنستني العالم وخطفتني..
وكل يوم أصطحب معي كل صفاتي وأتزين بها ماعدا الجرأة دائما تغتال طموحي وترفض الحضور..
وقد يحدثني بعض الخوف ألا تأتي غدا وأكون في قمة القلق منذ لقاء الأمس حتي لقاء الغد..
بالأمس قلت أني سأفعلها..
وانتهي اللقاء بلا جديد..
طويلة الصبر قليلة الحبر إقتحمت وجداني وسرحت بأحلامي..
لكني اليوم أكثر إصرارا..
أكثر إندفاعا..
أكثر ولعا للإقتراب..
أكثر شغفا لرؤيتها عن قرب..
ولن أدع جرأتي تخدعني..
وكفاني لوما من قمري وليلي..
اليوم سأعلن عن حبي ولن أصمت..
فهي تحبني بل هي تعشقني..
لكنها هي لم تأت.
#شاعر_مشع