الثلاثاء، 9 فبراير 2016

اسامة سليم / يكتُب : مواقع النجوم

( مَواقِعُ النُّجوم )

الشُّعراءُ جَمعانِ :

شُعَراء يَكتبونَ لِحياتِِهم ، وهؤلاءِ عَمّا قَليلٍ

سَيَذرو النِّسيانُ أسماءَهم ، ويَنقَطِعُ ذِكرُهم

بِنَفادِ أيّامِهم ، فَما كُتبَ على عَجل يُنسى

على عَجَل .

وشُعراء يَكتبونَ لِلتاريخِ ، وهؤلاءِ باقونَ ما

بَقِيَتِ الدُّنيا ، ومِن هذهِ الإسماءِ الخالِدَةِ زهير
بن ابي سلمى ، أشهَر شُعراءِ الحَوليّات الَّذي
كانَ يَعملُ القَصيدَةَ في أربَعَةِ أشهُر ،

ويُنَقِّحُها في أربَعَةِ أشهُر ، ثُمَّ يَعرِضُها

في أربَعَةِ أشهُر ، ثُمَّ بَعدَ ذلكَ يُخرِجُها الى

النّاس .

وقد صَدَقَ الحُطيئَةُ حينَ قالَ : خيرُ الشِّعرِ

الحَوليُّ المُحكك ، وقد أحسَنَ ابنُ ميادَة

حيثُ قالَ :

فَإن أهلِك فَقَد أبقَيتُ بَعدي

قَــوافِــيَ تُعجِبُ المُتَمَثِّلينا

لَـذيذاتِ المَقاطِعِ مُحكَماتٍ

لَوَ انَّ الشِّعرَ يُلبَسُ لارتُدينا

فَقلتُ :

ما بالُ أقوامٍ لا يَتَأدَّبونَ بِأربَعِ دَقائِق مِنَ

القراءَةِ في يومهم ثُمَّ يَطمَعونَ بِدُخولِ

التّاريخِ !!!

وأختِمُ ما بَدأتُ بِوَصيَّةٍ لي ولإخوتي :

خُسرٌ دُناكَ و خيرُ ما وُهِبَ الوَرى

تَـقوى الـقلوبِ و صِـحَّــةُ الأجـسامِ
....

خُـسرٌ دُنـاكَ وخَـيرُ مـا رَبـحَ الفتى

نُـصـحُ الأمـيـنِ و صُـحـبَةُ الـعَـلاّم ِ
....

مـا أبـعَدَ الـخُسرانَ مـن رَجُـلٍ لـهُ

رأيُ الـرَشـيـدِ و هِــمَّـةُ الـمِـقدامِ
....

و اعـملْ على جَعلِ الفَراغِ غَنيمَةً

و اقـطَـعْ لِـعِِـلمِكَ حِـصَّةَ الـضرغامِ
....

إنَّ الــفَـراغَ لَـنِـعـمَةٌ غُـبِـنـوا بــهـا

جُــلُّ الــوَرى يــا حَـسـرَةَ الـنُـوّام ِ
....

لا خَـصمَ أعـدى لـلفتى مـن كِبرِه

أصـــلِ الـشَـقـاءِ و مَـنـبتِ الآثــامِ
....

لا شـيءَ يـهوي بـالجَهولِ كـجَهلهِ

أقــبِـحْ بِـــهِ مـــن مِـعـوَلٍ هَــدّام ِ
....

فـاربـأ بـنَـفسكَ أن تُـصاحِبَ جـاهِلاً

واحـفظْ وَقـارَكَ و الـمَقامَ السامي
....

الـمرءُ يَـنزلُ حـيثُ شاءَ من الورى

فـاجـعَل لِـنَـفسِكَ رُتـبَـةَ الإعـظـامِ
....

و كـما يَشاءُ المَرءُ يُذكَرُ في الورى

فـاخـطُطْ لِـنَفسِكَ سـيرَةَ الأعـلامِ
....

و دَعِ الطَغامَةَ و البخيلَ على الدُنا

مُـتَـنـاطِـحَـينِ تَــنــاطُـحَ الأنـــعــامِ
.......................................

للشاعر اسامة سليم

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق