عالم العجائب
في زمانٍ مختلف عن زماننا، جلستْ هالة أمام هذا الشيء، تراقبُ ما يجري بصمت، فجأةً؛ وجدت نفسها بين أشكالٍ عجيبة، ارتعبتْ، بحثت عن مخرجٍ من هذا المكان، لم تستطع، لم تعلم ما العمل؟
وجدت صخرة جلستْ عليها تنتظر لعل أحداً ما يأتي و يجدها، بعد قليل شعرت بالأرض تتحرك من تحتها، ألقت نظرة، فإذا به رجل على شكل صخرة قاسية كان يأخذ قسطاً من الراحة، استغربت من شكله، حاولت أن تسأله عن طريق للخروج من هذا المكان، نظر إليها بطريقة غريبة و انصرف، ظلّت محتارة بأمره، فكّرتْ بالتجول قليلا
.وجدت صخرة جلستْ عليها تنتظر لعل أحداً ما يأتي و يجدها، بعد قليل شعرت بالأرض تتحرك من تحتها، ألقت نظرة، فإذا به رجل على شكل صخرة قاسية كان يأخذ قسطاً من الراحة، استغربت من شكله، حاولت أن تسأله عن طريق للخروج من هذا المكان، نظر إليها بطريقة غريبة و انصرف، ظلّت محتارة بأمره، فكّرتْ بالتجول قليلا
كائنات لأول مرة تراها، فراشاتٌ بمخالب، تحلق حول الأزهار التي لها ألسنة كالأفاعي تحاول أن تلسعها وتلك بدورها تحاول أن تمسكها بمخالبها وتقتلعها من جذورها.
طيورٌ بأفواه التماسيح، تبحث هنا وهناك عن فريسة دسمة، بشرٌ داخلهم خارجهم، مناظرُ قبيحةٌ و مثيرةٌ للاشمئزاز.
الصغير كبير و الكبير صغير، لا تعلم كيف حصل هذا ولم هم بهذه الأشكال. شاهدت من بعيد امرأةً واقفةً كالغزال، قامتْ بالجري نحوها، صُدمتْ عندما اقتربت منها، كان جسم امرأة ولكنه يحمل رأس رجل، حاولت الهرب منه عندما تكلم بلغة غريبة، وصلت إلى طريقٍ ملتوٍ و متفرع، احتارتْ أي طريق تسلك، ولكنه كان يجري خلفها، اختارت طريقاً بشكل عشوائي، انتهى بنفق مظلم، لكن كانت ترى في نهايته ضوء خافت، استمرت في المشي حتى وصلت لنهاية النفق، لم تجد مخرجاً، جلستْ تبكي حظها العاثر الذي أوصلها لعالم مجنون، كان صوت الرجل المرأة يقترب منها، حاولت أن تجد ولو منفذاً صغيراً، وجدتْ حفرة في الأرض، قفزت فيها، لم تجد نفسها إلا في تيار ماء جارف، سحبها بعيداً، ظلّت تصارع التيار، حتى رماها على ضفة من ضفافه، استلقت قليلاً حتى ترتاح من كل ما مرّتْ به، غفت من شدة التعب.
بعد عدة ساعات، أيقظتها معدتها الخاوية، راحت تبحث عن شيء تأكله، وجدت شجرة مثمرة، هرعت إليها كي تقطف قليلاً من ثمرها، فاجأتها أفعى بمنقار عصفور، لم تأبه لها، فقد كانت جائعة جداً، تسلقت الشجرة و جلستْ على جذعها تحاول اكتشاف ما هذه الفاكهة، فتحتها، وجدت عصفوراً داخلها، هرب منها، لم تجد سوى أوراق الشجرة كي تُسكت عصافير بطنها الجائعة.
بقيت قليلاً تتأمل وتفكر في هذا العالم العجيب. و هي تنظر للأفق وجدت طريقاً به شيء يلمع كثيراً، قفزت من الشجرة و راحت تجري فرحةً علها تجد طريق العودة، وصلت إلى هذا الشيء اللامع، كان مرآة، نظرت إليها بحزن، سمعت صوتاً داخلها، سألها: لم أنتِ حزينة؟
أجابته: لقد تهت في عالم غريب و لا أعرف طريق العودة إلى موطني.
رد عليها: ابحثي داخلك تجدين طريقك.
أرادت أن تسأله كيف؟ اختفى بلمح البصر، مدت يدها لتبحث عنه، سحبها داخل المرآة، استفاقتْ و وجهها على شاشة الحاسوب، أيقنت بعد وهلة أنها كانت تحلم و ذلك العالم عالم داخل شاشتها الصغيرة، تذكرت كلام والدتها عن تلك الصور الغريبة الأطوار التي قد تصادفها يوماً خلف تلك الشاشة.