الجمعة، 6 نوفمبر 2015

تَداعِيات الشوقِ بيْن عهدينِ كانــــــا بقلم الشاعر : عبد الله قصراوي

--⏩ تَداعِيات الشوقِ بيْن عهدينِ كانــــــا ⏪--
- من أمام قصر السلام ببغداد أيام كانت ، أُلْقِيَت بالنيابة عن الشاعر في المربد -
يا لَدارَ الرشيدِ أينَ الرشيـــــــــدُ
غالَهُ الدّهْرُ أمْ طَواهُ البعيـــــــــدُ
هَاهُوَ العهدُ قدْ تقادَمَ فيهـــــــــا
مُثقلُ الصّمتِ يعتَريه الجُمــــــودُ
أينَ عُمّارُها وهذي النّــــــــوادي
أينَ آلات لَهْوهِمْ والنّشــــــــــيدُ
والقِبابُ التي تَدورُ معَ الرّيــــــحِ
جُمْلَــــــةً والصّوْلجانُ العَتيـــــدُ
هُوَ ذَا السّحرُ قد تَمثّل فيمــــــــا
تَرَكوهُ كأنّـه والجديــــــــــــــدُ
------------------------
سيّدُ اﻷرضِ كانَ ومَــــــــــا زالَ
ذائعُ الصّيتِ يحْتَفِيهِ وُجــــــــــودُ
قَيّد الرّومَ في العُهودِ و لكـــــــن
لمْ يَكُنْ لِنَقْفورَ عَهْـــدٌ وَطِيـــــــدُ
حينَ ردّ الجوابَ أنْ ما تَـــــــــراهُ
دونَ ما قدْ سَمعتُهُ لا يَزيـــــــــدُ
وتَوالى بَجيشهِ المُترامِــــــــــي
فَأْنجُ يا سَعدُ وَيْكَ ماتَ سَعيــــــدُ
لمْ يرَ الحكمَ مُستَقيما لِعهــــــــدِ
حَنَثوه ؛ُ فأُبِيدوا وأُعَيـــــــــــدوا
وتَلَتْهَــا هِـرَقْلَـةُ بعدَ حيـــــــــنٍ
هل يفُلُّ الحديدَ إلا الحَديـــــــــدُ
هُوَ ذا شأنُ من يرى الحكمَ عَـــدلاً
يتَساوَى قَريبُهُ والبَعيــــــــــــدُ
إنّما الحقُّ إن تمسّكتَ فيــــــــــهِ
كنتَ في الله ثابتاً لا تَحيــــــــــدُ
------------------------
أَتَرى الفرقَ بيننا كيفَ أضحـــــى
بَيِّنـــاً إنّهُ لَفَرْقٌ شَديــــــــــــدُ
إنْ تَلَفّتُ إلى الماضي فإنّـــــــي
لم أرَ العصرَ حاضِري فأَحيــــــــدُ
وَكَذا المجدُ إنْ تقَادَمَ عهـــــــــداً
مِن قديمٍ يبعثُ العصرَ جَديـــــــدُ
------------------------
هَيّجَ الرسمَ إذْ تَداعى بِمـــــــاضٍ
مُفعَمٍ كانَ فاعتراهُ الشــــــــّرودُ
ورأى السِّحرَ في الدّيارِ فَغـــــالَ
عِندَهُ الشكُّ أنّهُ والرّشيـــــــــــدُ
شَفّهُ الوجْدُ إثْرَهُ فَتمنّـــــــــــى
رَوْعَةَ الشّرقِ لحظةً لَو تَعـــــــودُ
وتَناهَى في هَدْأةِ الحُلْمِ لكِـــــــنْ
صَبْوةُ النّفسِ وَمْضَةٌ لا تَزيـــــــدُ
وَصْلَةُ العِشقِ لم تكُنْ غَيرَ وهْــــمٍ
نَفَخَ السّحرَ روحَها والوُجـــــــودُ
قَدْ تأمّلْتَ عَودَةً مِن مَعــــــــــادٍ
أَتظنُّ ؟! بَلْ ذاكَ أمرٌ بَعيـــــــــدُ
هاتَفَ النّفسَ مُستَكِيناً وقـــــــالَ
كُلُّ مَا كانَ مِن تُرابٍ ... يَعــــــودُ


التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق