خائنات العيون.
كُلهُن خائنات والشريفة منهن
لم تجد فرصةً كي تخون .
كلهُنَّ للعهود خائنات
والحمقى باخلاصهِم واثقون .
كُنا نصفهُم بالاطيار الرقيقة
يتراقصنَّ بين الخميل والغصون.
بل وكل من كتب القصيد
وصف نعيماً يخطف القلب والعيون .
مِن الماضي البعيد أبدع وصفهُنَّ
الشُعراء وتغنّى بهِن الواصفون.
فروعة المذاق هُنَّ وسِحرهُنَّ
يجعل الزاهد بِهُنَّ مفتون .
همساتُهن في القلب كالرعد
يُزلزل السماء بعد السكون .
باخلاصُهن تتناغم الشعراء
وإن أخطؤا عليهنَّ الكلاب يتقاتلون .
فالمرأة كما هي تأخذ كل شيء
ولا تذكُر قلبا كان لها حانيا حنون .
فكم هزت عروشاً وكم جعلت
الصاحب لأجلها يخون .
فالنساء في كل زماناً جواهراً
نفيساً كاللؤلؤ المكنون .
فاسألوا عنهُنَّ قيسٍ وشمشون
وما فعلته ولادة بابن زيدون .
لا يسلم منهُنَّ باراً ولا فاجراً
وحتى الشياطين فيهُنَّ يتحيرون .
ضعفهُم رمز قوتهم ودموعِهم
سلاحاً به يفتكون .
فالصدق في دروبهنّ ليس إلا
وهماً لقلوبنا به يملكون .
فإن تمكنوا من أسير هواهم انقضوا
عليه بسكين الهوى لقلبه يذبحون.
فكم حطمت المرأة قلوباً وداست
على من بها يهيمون.
وأحمقاً من غلبه هواه فقد أذِن
للشياطين في قلبه يعبثون .
صحيحاً ليسوا كلهُنَّ ففيهُنَّ
الصادقات وفيهُُنَّ المُخلِصون .
فمن يبحث عنهُنَّ كمَن يغوص
البحر باحثاً عن جوهرٍ مكنون .
لعلنا نلحظ أثرهُن ففي
عصرِنا لبريقهُنَّ فاقدون .
قد أطلت هِجائُهنَّ فما لقيتهُ
زاد عليا من غدر الغادرون .
وأفوض أمري لله فإن الله
يبدع في انتقامه من الظالمون.
بقلمي أبو مازن
الأربعاء، 24 فبراير 2016
ابو ماذن / يكتُب : خائنات العيون


الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)