الشاعر القدير / عبدالله قصراوي يكتُب ---{ رَحِيل}---

Abduallah Qasrawi > رابطة شعراء العرب
- عبد الله قصراوي -

----⏩ رَحِيـــــــــــــل ⏪----

سقاكَ الشّهدَ مِنْ فَمِـهِ رِِضابـا
وأسلَمَ للرحيــلِ بِـهِ رِكابــــا

وهل تَركَ الوداعُ إليـ كَ وصلاً
بِهِ تَرجو مِنَ البُعــدِ اقترابـــاً

غَداةَ الوَصلِ آيَس كلَّ حِــــبٍّ
مضى عهدُ السنينَ بهِ كتابـــاً

تَلكّأَ في الدموعِ لـــه رَجـــاءٌ
وَأمسَك أن يُبينَ لــه عِتابـــا

وَيُسألُ إنْ يكُنْ في الموتِ عِـذرُّ
ومَنْ يَدرِي لَعـلَّ لَهُ جَوابــــا

بَكى أَنْ حدّثَتهُ بِهِ جِــــــراحُ
وراحَ بما ألـمَّ بِــــهِ وآبــــــا

وهل تَركَ الهَوى إلاّهُ ذِكــرى
تَلوحُ كَأنّها لَمَعت سَرابــــــــا

تَقُضُّ بِهِ الجَوانحَ والحَنايــــــا
وتحمِلُهُ عَلى المُرِّ شَرابـــــــا

وما يُنبيكَ عن وَجَعٍ وجيـــــعُ
كَمن فقدَ الأحِبّةَ والصِّحابــــــا

فلا صبحُ إذا ما الشمسُ غـامَتْ
ولا ليل إذا ما البدرُ غابـــــا

وهلْ لكَ من هوى اﻷيام ذكرى
إذا مااسترجعَ القلبُ الشبابــا

تَريّثتَ الجوابَ ببَعضِ لَهْـــــوٍ
وكان الدمعُ قد فَطَرَ الجوابــا

--------------------

وقفتُ أمامَهـنّ وَلـي رجـــاءُ
وبـوْحُ القلبِ يطلُبـُهُ طِلابـــــا

وهل أنِسَ الفؤادُ بِهـــــنَّ إلاّ
كحُلْمٍ طاشَ طائشُهُ صَوابــــــا

فلا رَقَأَ الجراحَ لهـــــنَّ راقٍ
ولا شكّاً جلَوْنَ ولا ارتيابـــــا

سَقَى اللهُ الخَوالي الماءَ عذبـاً
جَرى ممّا جَرَيْنَ بِهِ عِذابــــــا

على الأيّامِ ما كُنّا التَقينــــــا
وما لذ الهوى فينــا وطـابــــا

فلا قَوْلٌ يُقالُ ولا امتعـــــاضُ
ولا غَضَبُ يُخايِلُنا اضطرابــــــا

وعهدي فيك يا دنيا جميــــل
فهل ماتَ الرّجا فيها وخابــــــا

وما أدري أيدركُها حزيـــــنٌ
طَوى كَشْحَ السّنينَ بِها انتحِابـــا

ويحملُها عَلى الغَمَراتِ طبــــعٌ
إذا لاحت .... وإلاّ فاغتصابـــــا

فلا تَلُمِ الزمانَ وهَلْ سِوانـــا
نَبوءُ بِه أأخطـــأَ أم أصابــــــــا

وقدْرُ المرءِ في صَبرٍ جميــــلٍ
إذا ما الدهرُ سدّ عليه بابـــــــا

كأنّكَ لمْ تزلْ تَهْفو إليهــــــا
وقد أبلى الزمان بِك الثيابـــــا

" فمن - رغب - العلا سهر الليالي "
ومن رغب الهوى طلب انتسابــا

--------------------

وقفتُ عَلى الذي أمضيتُ عمــري
به أيامَ راوحتُ الشّبابــــــــــا

ورحتُ كأنني إياه أبكــــــي
وراح كَأنّه يشكو غيابـــــــــا

وقد كُسر الذي قَد كانَ منّــــي
فلا خطأ دَريتُ ولا صَوابـــــــا

أمِنْ عَتَبٍ أشاح إليّكَ وَجْهــــاً
وحطّمَ جام ثورتــــه عقابـــــــا

أيُنسى الفضلُ بَينَ ذَويهِ حقّــــاً
فيا عَجَبا إذا فَعَلوا عِجابــــــــا

--------------------
صور من منشور ‏‎Abduallah Qasrawi‎‏ في ‏رابطة شعراء العرب‏ · 22 ديسمبر، 2015 ·