الجمعة، 1 يناير 2016

الشاعر / ماهر محمد سعيد الخولي : يكتُب " في القصير "

ماهر محمد سعيد الخولي
قصيده: في القصير
ما تزال الضلوع هناك على الأرض تمشي
ما تزال العصافير تبني الصنوبر عشا بعش
................
نبضنا ظل في البيت حين رحلنا
وحده....
حين يغدو الوجود مجرد شك
................
منذ عامين
كان المدى يسترد خطانا
منذ عامين
والكائنات جميعا
تستسيغ هوانا...
كان طعم الينابيع ..والماء أشهى
كان وجه الحجارة..والأرض أبهى
كان للورد ضحكته
كان للجرح قصته
منذ عامين كنا......
منذ عامين متنا.....
..................
في القصير....
تسابقني الروح ..شوقا إليها
وتركض حولي كطفل صغير
يشتهي ضمها لحظة
قبل شال الحرير.....
...................
في القصير.....
يبوح الصباح بأسراره كلها......
لا يخاف من الموت في كحلها
..................
في القصير......
تنام العريشة في بيتنا
مثل عاشقة لا تريد الرحيل
والعناقيد مسحورة تحتها
من جمال الأصيل
...........
في القصير.......
حكاياتنا لم تزل غضة....
تحت كف الندى
مثل زيتونة...
جذرها في التراب
وأغصانها كل هذا المدى
....................
في القصير........
أرى كل يوم جمالا
يذكرني بالوجود...
فأحمل قلبي على راحتي لعلي أعود
..................
في القصير ......
تنوح السماء ويبكي القمر
والفراشات مذبوحة
جرحها يشعل الأرض رغم المطر
...................
في القصير .....
نموت ويبقى الحمام وحيدا.....
على كل قبر ينادي شهيدا........
.................
في القصير.......
تغار السماء على نفسها من حديث النجوم
عن بيوت تعانقها الشمس سرا....
وراء الغيوم
...................
في القصير.......
رضعت حليب الطفولة عطرا
وفيها تحب الصلاة عيوني
وفيها عشقت....
وفيها ذبحت قرابين شعري.....
على الزيزفون.....
هناك التقيت حبيبة عمري
ومنها تعلمت معنى الجنون
هناك أحبك في كل شئ
وأعرف أني غريبا أكون........
إذا لم تكوني........
*********************
بقلمي

التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق