الأربعاء، 25 نوفمبر 2015

رحال بقلم الشاعر : ماهر الخولي

رحال...
يا أجمل وجه أعرفه
يا وردا أينع في قلبي
فأتاه الموت ليقطفه
رحال....
يا آخر دمع في الدنيا
سأظل العمر أكفكفه
.......
رحال......
تسألني أمك
يا ولدي
أخبرني عن أجمل طفل
ما غابت يوما ضحكته
ما زال يخبئ
في مهجته العطر وينثره
مازال حنونا يا ولدي
مازال بريئا كالأطفال
...............
رحال....
إن كنت رحلت فسامحني
يا أطهر من عشقت روحي
فأنا من بعدك
يا سندي
مذبوح حتى في حلمي
وسأرحل مثلك
دون وداع
..........
رحال .....
من بعدك
لن أكتب شعرا
من بعدك
لن أرسم وجها
من بعدك
لن يمضي أحد
فرحيلك خاتمة الترحال
...........
رحال .....
يا أعذب شهقة مسك
في دمنا
تنتظر الصبح لكي تصحو
وتقبل أما ساجدة
يشجوها
اسمك حين يقال
........
رحال....
كل الأموات لها قبر
إلا أنت مع الشهداء
بعيد عني
في الفردوس
ولست تطال
إلا أنت
رحلت إلى الغالي أيوب
مع الأبطال
................. من قصيدتي في رثاء أخي أيوب.....
أيوب جهز نفسه قبل الرحيل
حزم الحقائب كلها
واجتاز نحو المستحيل
صلى أمام البيت قبل رحيله
فتصدع الوجدان من خوفي عليه
كان يكمل قلبه في راحتيه
كان يعلم أنه في القلب يسكن في البصر
لكنه ما كان يعرف ما الخطر
حمل القضية كلها
حمل الرصاصة والقلم
وانهال مثل البرق يجتث المدى
والأرض تحضنه كأوراق الشجر
واخضرت الأحلام تحت دمائه
وهوى كحبات المطر
هذا الفتى ما كان يعرف ما الخطر
لكنه في عامه العشرين سطر مجده
ومشى على سطح القمر....
..........
أيوب كيف الصبر يا وجع القلم
والجرح أكبر من دموع العين
من كل الألم.....
يا أيها الصديق كيف تركتني
ورحلت وحدك
شامخا مثل القمم
..............
في بيتنا المذبوح عند الشمس
كان الكل يعرفه
يدعونه قمرا يغازل ليل ضيعتنا
ويسكننا هواه
يدعونه المحبوب
لكنه إن هل في أيار متقدا
يدعونه أيوب.......
الكل عند الفجر يرقبه لكي يصحو
الباب يرقبه
سجادة مرمية في الأرض
قد عرفته من زمن
وأرض الدار
منذ نعومة الأظفار قد حملته
ذاك الطفل تعرفه
وأطفال بشارعنا
ودالية أمام البيت
بستان وراء الحور يعشقه
وعاصينا وشلال على أحلام ماضينا
وأفراح وأحزان
وامال وآلام
وأمي حين يأتي الفجر ترقبه
وفي أحضانها همسة
توزعها بإحسان على أولادها الخمسة
ووالدنا إذا صلى صلاة الفجر يرقبه
...
ولكني بهذا اليوم لم أسمع قصائده
صحوت ودمعتي سقطت
رأيت الفجر في صمت يودعه
رأيت الورد مصفرا
كأن الشمس لم تصح
رأيت الضحكة الخضراء قد يبست
مسكت الشمس في كفي كي تصحو
حملت القلب في عيني
قلت لعله يصحو.......
فنادى خلف دفتره
بأني قد ختمت اليوم
أسفاري....
وقافيتي وأشعاري
دعوني فالهوى قدر
وبعض الحب كالبركان والنار
دعوني إن هذا الصمت أتعبني
ولا تقفوا على بابي
وتنتظروا لكي أصحو
لأني بعد هذا اليوم لن أصحو...........
.........
في بيتنت المذبوح عند الشمس
كان الكل يرقبه
يدعونه قمرا ....
يغازل ليل ضيعتنا
ويسكننا هواه..
يدعونه (المحبوب)...
لكنه إن. هل مثل البدر في أيار
يدعونه ( أيوب) .....
***************
التعليقات
0 التعليقات

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق